فريق النجوم
اهلا وسهلا ايها الزائر الكريم تتشرف اداره المنتدى بان تسجل بالمنتدى
فريق النجوم
اهلا وسهلا ايها الزائر الكريم تتشرف اداره المنتدى بان تسجل بالمنتدى
فريق النجوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المنتدى الرسمى لفريق النجوم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سيدنا موسى عليه السلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد المدير
Admin
Admin
أحمد المدير


عدد المساهمات : 281
نقاط : 676
تاريخ التسجيل : 30/05/2010

سيدنا موسى عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: سيدنا موسى عليه السلام   سيدنا موسى عليه السلام Emptyالأربعاء يونيو 23, 2010 4:10 pm

ولادة سيدنا موسى عليه السلام


تمادى فرعون في غيه وعلا في الارض وأنزل الخسف بطائفة من رعاياه هم بنو اسرائيل ، اذ عاشوا في ظلاله عيشة البلاء واصطبروا على الشدة وبينما هم يضطربون ويرزحون في نكد من العيش وسوء الحال اذ تقدم الكاهن من فرعون وقال له .
يولد مولود في بني اسرائيل ، يذهب ملكك على يده ، فثارت ثورته ، وتحير في بهتانه وأمعن في غيه فذبح أبناءهم واستبقى نسائهم ، ولكن قدرة الله تعالى تسامت أن يقف أمامها تدبير خائب ، فقدر في قديم أزله لهؤلاء المستضعفين أن يرثوا ملك هذا الطاغية الجبار على يد طفل يربى في بيته ، ولكنه كالورد ينبت من ثنايا الشوك ، وكالفجر من مهد الظلام ..

مكن الله بني إسرائيل ، وأورثهم أرض مصر والشام وأرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون .

جلست يوكابد ( أم موسى ) في ركن من منزلها ، وقد جاءها المخاض ، فدعت قابلة لتهيئ لها مثل ما يكون في هذه الحال ، فعالجتها ، فلما وقع موسى على الارض ، اضطربت نفسها ، ولكن حبه تغلغل في قلبها فحرصت على حياته ، وجدت في البقيا عليه ، فلم يتسرب خبره الى فرعون عدو الاطفال ، واستمر ثلاثة من الشهور كذلك ، حتى اذا نشر الملك عيونه في المدينة يتفحصون الاطفال ألهم الله أم موسى أن تهيئ له صندوقا تضعه فيه ، ثم تلقي به في النيل ، وترسل على الشاطئ اخته تقص أثره ، وتلم بخبره بعد أن ثبت فؤادها ، وهدأ روعها بقول كريم ..

سارت أخت موسى تقص أثره ، وما كان أشد هلعها حينما حمل الصندوق الى فرعون ، ولكن رحمة الله قريبة منه ، فلم تكد تنظره امرأة فرعون حتى ألقى الله محبته في قلبها ؛ فطلبت الى زوجها أن يكون ابنا لها وله ، وقد اصبح قلبُ يوكابد أم موسى فارغا من الهم والاشفاق على وليدها ، لانها استودعته الله ، وهي رابطة الجأش ، ثابتة الايمان .

وسبقت اليه المراضع ، لعله يقبل على واحدة منهن ، فيروي غلته ، ويشبع جوعته ، ولكنه عاف المراضع ، فانبرى هامان ، وقال : إن هذه الفتاة تعرفه ، فخذوها حتى تخبر بحاله ، ولما سئلت الفتاة قالت : إنما أردت أن أكون للملك من الناصحين ، فأمرها فرعون أن تأتي بمن يكفله ، واقبل يحمل الطفل باكيا وهو يعلله حتى أقبلت امرأن ، فاستأنس بها الوليد ، والتقم ثديها من دون النساء جميعا .

فدهش فرعون وقال لها : من أنت ؟ فقد أبى كل ثدي إلا ثديك ؟!
فقالت أم موسى : اني امرأة طيبة الريح ، طيبة اللبن ، لا أوتي بصبي إلا قبلني ، فدفعه اليها واجرى عليها رزقا ، فرجعت الى بيتها ..... وهكذا كافأها الله فقرت عينها به لتعلم أن وعد الله حق



خروج سيدنا موسى من مصر


أتمت يو كابد رضاع ابنها موسى ، ثم اسلمته الى القصر الفرعوني ليكون لهم عدوا وحزنا .
ولما بلغ أشده واستوى ، أوحي الله اليه بالنبوة ، وآتاه العلم والحكمة .

اتجهت أنظار المستضعفين المغلوبين الى موسى ، ليحميهم مما اثقل كاهلهم من االظلم والآلام ، وهؤلاء قومه ، وهو ذو النفس الكريمة التي أشربت عزة الله ، واستنارت بنوره .

عاهد موسى نفسه على ان يكون لهؤلاء المظلومين نصيرا ، وفيما هو يتجه نحو العاصمة الفرعونية ، اذ وجد رجلين يقتتلان احدهما عبري من مشايعيه ، والآخر فرعوني من أصحاب القوة والسلطان ، فسأله مظاهره أن يحول بينه وبين اعتداء الفرعوني ، فهم موسى فضرب الفرعوني فكانت القاضية ، ثم ندم على فعلته ، وعدها من عمل الشيطان واستغفر ربه على ما فرط منه، فغفر له ربه انه غفور رحيم .
ولقد كان الغفران نعمة على موسى ، وحافزا لرحمته ، وداعيا لسلامه ، فاستعاذ بالله أن يكون ظهيرا للمجرمين ،،،،، ولكن موسى تغلبت عليه بشريته وانتصرت على حواسه طبيعة الانسان ، فلم يعلق ارادته بارادة مدبر امره ومصرف الكائنات ، ولم يستثن مشيئة الله ، فوقع فيما عزم على النجاة من غوائله ، اذ اصبح في المدينة خائفا يترقب ، فاذا بالرجل الذي استنصره بالامس يستصرخه اليوم ،،،،،
فرماه موسى بالغواية والضلال ولكنه اندفع الى مظاهراته ، فظن أن موسى يقصد قتله فتقدم اليه مسترحما قائلا : (يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالامس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين -- 19)سورة القصص.

فلم يكد يسمع الفرعوني هذا الاتهام الصريح ...... وقد كان قومه في حيرة في امر قتيل الامس ، يعرفون قاتله - حتى وافاهم وأخبرهم بخبر موسى ،،،، فتألب القوم يبحثون عن موسى ليمزقوه شر ممزق ، ولكن رحمة الله قريبةً منه .......

اذ جاء من أقصى المدينة رجل يسعى ،، نحو موسى ،،،
يا موسى يا موسى أن الملاء يأتمرون بك ليقتلوك ، ثم نصحه بالخروج من المدينة الى حيث يشاء رب العالمين ....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد المدير
Admin
Admin
أحمد المدير


عدد المساهمات : 281
نقاط : 676
تاريخ التسجيل : 30/05/2010

سيدنا موسى عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: سيدنا موسى عليه السلام ينزل أرض مدين   سيدنا موسى عليه السلام Emptyالأربعاء يونيو 23, 2010 4:12 pm

سيدنا موسى ينزل أرض مدين


خرج موسى من المدينة خائفا يترقب ، متجها الى أن يصرف عنه كيد الظالمين ... سار ثماني ليال قاصدا بلاد مدين ولا معين له الى عناية الله رب السموات والارض .... ولا رفيق يؤنسه إلا نور الله من حوله ،،،،، ولا زاد يحمله إلا زاد التقوى ،،،،، مشى حافيا حتى تساقطت جلود قدميه ،،،، جائعا تتراءى خضرة البقل من بطنه هزالا .... ولم يكن له عن كل ذلك إلا عزاء واحد ،،،، هو غنيمته بالبعد عن فرعون وقومه ..... ونجاته بعيدا عن الرقباء والكائدين ......

توجه الى مدين ، فوجد حشدا من الناس قد تزاحموا على مورد للماء .... كل منهم يعتمد على قدرته في التقدم والمسابقة الى البئر ، ورأى من دونهم امرأتين تفصلان أغنامهم حتى لا تختلط بأغنام غيرهما في ضعف وذلة ،،، إلى أن ينكشف هذا الحشد ،،،،
وينصرف الجمع ،،،، فتتقدما للسقيا ....

ثارت في نفس نبي الله ثورة النصفة ,,, وحماية المستضعفين ، فتقدم وسالهما :
ما خطبكما ؟

قالتا:
لا نسقى حتى ينصرف الرعاة ... حذرا من مزاحمة الرجال ،،،، وقد جئنا نسقي اضطرارا ،،،، لأن أبانا شيخ كبير لا ينهض ، فما تأخر موسى عليه السلام عن نجد الضعيفتين ،،، بل سقى أغنامهما ، وتولى إلى الظل ،،، ثم انطلق لسانه يسترحم رب السموات ،، ويستدر العطف ,,, لانه فقير محتاج ......

بكرت الفتاتان بالرجعى إلى ابيهما الشيخ على غير عادة ، فسألهما الخبر ، فأخبرتاه ،،، وقد استجاب الله استرحام موسى ،،،، فحنا عليه ، اذ ألهم الشيخ أن يرسل أن يرسل في طلبه إحدى ابنتيه ، فجاءته الفتاة مستحية متخفرة ...
فقالت :
( إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) سورة القصص

تبع موسى الفتاة الى بيت ابيها استجابة للدعوة .... ومن حياء الانبياء وأدبهم أدب سيدنا موسى عليه السلام مع الفتاة... فقد طلب منها ان تسير خلفه وتشير له بالطريق يمنة ويسرة .. حتى لا يقع بصره على الفتاة وهي تسير أمامه ..

فنزل صدرا رحبا ،،، وآنس حرما آمنا ،،،، ثم قص عليه قصصه ،، وأفضى إليه بمكنون سره ، فطمأنه الشيخ وقال :
(لا تخف نجوت من القوم الظالمين ) سورة القصص


الـــــــــــــوادي


وإذا العناية لاحظتك عيونها نم فالمخاوف كلهن أمان
سار موسى غير بعيد ، فأبصر من الجهة التي تلي الطور نارا ، فحط رحاله وأسرع وحده إلى النار بعد أن قال لأهله :

( امكثوا إني ءانست نارا لعلي ءاتيكم بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون ) القصص .

**وهي من سمة المسافرين برا ... اذا رأو نارا من بعيد هي اشارة لهم بأن هناك مسافرين أو قرية قريبة .. او هناك من يسكن البر والوادي ... يستعينون بهم للسؤال عن الطريق اذا اضاعوه او لطلب المساعده في الاكل والمشرب وما غيره ...

في شاطيء الوادي الأيمن ، في البقعة المباركة من الشجرة في تلك الليلة المسفرة الضاحكة ، بسم الزمان لنبي الله الكريم ، فنودي عليه ..

( أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين ) القصص

فكانت بدء نبوته ,,,,,, اذ خصه الله بكرامته ، وبعثه برسالته ، وهناك سمع نداء ربه الله الكريم ....

( وما تلك بيمينك يا موسى ) سورة طه

فعجزت قدرته البشرية أن تسمو إلى سر الإبداع في السؤال الكريم ، وحكمته ،،، فأجاب كما يجيب غيره من الناس ...

( هي عصاي أتوكؤا عليها واهش بها على غنمي ولي فيها مأرب أخرى ) سورة طه

ظنا منه أن المقصود أن يذكر خصائص العصا ،، ومنافعها ....... تسامت قدرة الله وتعالي سبحانه علوا كبيرا ،،، فلم يكن السؤال إلا تمهيدا لتبيان ومقدمة لإعلان !


سأل الله عن حقيقة العصا ، حتى إذا رأى موسى بعد ذلك فيها خوارق ، واستبان عندها معجزات ، على أن في ذلك آيات بينات ، وحججا صادقات ، خصه بها رب السموات ، تمييزا لرسالته وتقوية لدعوته ،،

فكم طابت به للحق نفس بحبل الله تعتصم اعتصاما ...

أمر موسى أن يلقي عصاه فألقاها ، فإذا هي حية تسعى ،،، نمت وعظمت حتى غدت في جلادة الثعبان ، وضخامة الجان ،،، لمحها موسى فخاف وهرب ....

فسمع نداء العلي العظيم يقول له :

( لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون ) سورة النمل


حقت ، نبوة موسى واطمأنت نفسه لنداء الله الكريم ،، وقرت عينه بنور الحق الواضح ، فتوجه ربه بمعجزة أخرى ،،، إذ أمره فأدخل يده في جيبه ، فإذا هي بيضاء ،، من غير سوء .....

كانت هاتان المعجزتان لموسى نبي الله الكريم أمرا له ما بعده ،، جعلها الله تثبيتا لقلبه ،، وتمكينا لرسالته بين فرعون وقومه ،،، وتهيئة للمناداة بالحق ،، فرفع صوته عاليا ،، وشهر سيفه قاطعا ،،،، ليمزق به حجب الزيغ والضلال .


الحكمة الربانيه حسب تفسير العلامة الشيخ محمد متولي الشعراوي .. رحمه الله .

يفسر قائلا ... عندما ساله الله عن العصاة ... اجاب موسى عليه السلام هي عصاي اتوكؤا عليها واهش بها على غنمي ولي فيها مأرب اخرى ...

الزيادة هنا في كلمة مأرب أخرى والتي لم يفصح عنها ولكن كانت زيادة في الاجابة وكانت اجابته لعدم قدرته الانسانية في فهم كنه سؤال الله سبحانه ..

ثم امره ان يرمي العصاة فرماها وارتعب مما تحولت ... ثم استزاد عليه بامره بان يدخل يده في جيبه لتخرج بيضاء ... وفعل واستغرب من تحول لون يده ...

يفسر الشيخ ذلك .. بانها الحكمة الربانيه في ان يهيء نبيه لمعجزته كما يفعل مع كل انبياءه وبالذات اولي العزم منهم .. وذلك حتى لا يستغرب ولا يخاف الرسول من معجزته عندما تحدث للمرة الاولى وذلك امام الناس الذين يريد ان يثبت الحجة لهم لما يدعوهم له .. وان يكون واثق كل الثقة بمعجزته وحدوثها ولا يتزعزع موقفه امام الناس فتسقط حجته بخوفه ويتغلب عليه عدوه ...

لذلك عندما تهيأ سيدنا موسى لمعجزته وعظمتها كان قوي الارادة وآمن عندما ظهرت أمام فرعون واعوانه ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد المدير
Admin
Admin
أحمد المدير


عدد المساهمات : 281
نقاط : 676
تاريخ التسجيل : 30/05/2010

سيدنا موسى عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: موسى الرسول   سيدنا موسى عليه السلام Emptyالأربعاء يونيو 23, 2010 4:29 pm

موسى الرســــــــــول


عاش فرعون وأعوانه في بلاد النيل ، يحكمون القبط وبني اسرائيل ، ويفسدون في الأرض ظلما واستكبارا ، ويتخذون من نفوسهم أربابا ، مصورين من طبيعتهم البشرية الناقصة آلهة يفرضون على السوقة عبادتها من دون الله ......... ثم هم بعد قد أنزلوا الخسف ببني اسرائيل ، وساموهم سوء العذاب ، واتعبوهم في العمل ، وأطفؤوا أمامهم سرج الأمل فكانوا تحت أيديهم من سقط المتاع .

وأوغلوا في شهواتهم ، وانصرفوا عن نور الايمان ، وانحسرت نواظرهم

وقوم في الظلالة قد تهاووا اليسوا بالرسالة يرحمونا ؟

إذن فلتفض رحمة الله ،،، ولتتفجر ينابيع عدله وكرمه ،، وليكن ارحم بهؤلاء القساة الجفاة من أنفسهم ، فيهيء لهم مدارج النور ، ويفسح أمامهم طريق الهداية ، وينير مفاوز الظلمات .....

نادى الله موسى : أن لديك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه ، ويعزز الله بهما كلمتك ، ويعلي حجتك ، فاذهب الى هؤلاء حتى تخرجهم من الظلمات الى النور ،،،، وترفع علما يخفق في بلاد النيل ،،،، فينبلج نور الرشاد ويتوارى غلس الضلال ...

سمع موسى دعوة الله ،، وتهيأ لتلبية النداء الكريم ،،، وهو وإن يكن ربط الله بالايمان قلبه ،،، ووثق بالبراهين دعوته .......... فأراه حجتين بهما يتقوى ويشتد ،،،ويساجل،،، ويناضل،،، ويعزز،،، كلمة الله أمام فرعون وقومه - إن يكن له كل ذلك فإن موسى ثأرا قديما لفرعون ،،، فهم يطلبونه أمد .... وهو قد أمعن في الهرب ،،، وفارق الأهل لفرعون ... إنجاء لنفسه .... وطلبا للسلامة من أقرب الابواب ..... وهو كذلك وان جاشت في نفسه نزعة الحنين الى الوطن ،، واختلجت في فؤاده عوامل الشوق والشجن ،،، لا يزال يجد أمام الأمل سدة ،،، فيغض الطرف عن هذا المطلب البعيد المنال ،،، أما وقد دعاه الله وهيأه لرسالته ، فقد آن له أن يتقدم حيث أحجم ،،، وأن تنبعث آماله حرة طليقة بعد أن حبسها وحال دونها الخوف والحرمان .....

فاضت الضراعة من قلب موسى الى ربع فقال :

( رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلونٍ )

قال قولته ليطمئن وليشرف قدره ،،،، ويعظم جاهه ،،،، فينفخه ربه بقول كريم ،، ينير في قلبه مصابيح الرجاء ويفسح أمامه أمامه مسالك الأمل ويثلج خاطره ويهديء روعه ويؤمن نفسه ...
اُمر موسى أن يذهب الى فرعون ، فتهيب الموقف ، واستعظم الأمر وهو الذي لا يكاد يبين هن آيات الهدى ، ودلائل الحق ، لانها فياضة زاخرة ، تمتليء بها مشاعره ، وتجيش بها خواطره ، وتملك عليه عقله وقلبه ، وهو لا يملك أن يكون قوي التعبير.... رصيص الحجة ....مفوه المنطق.... سري البيان .... لانه شأنه خطير ..... وأمره أمر كبير ...... فدعا ربه فقال :

" رب اشرح لي صدري " حتى ينفسح لتحمل أعباء هذا الامر العظيم ، " ويسر لي أمري " برفع الموانع والصعاب ، " واحلل عقدة من لساني " أكن ناصع البيان ، سديد البرهان ، حتى ينفذ بلاغي الى نفوسهم ، ويتسرب الى قلوبهم ، واجعل لي شريكا وزيرا من اهلي ، هو هارون أخي ، أشدد به أزري ، واشركه في أمري .


أجاب الله نبيه الكريم ،، تدعيما للدعو وتكريما لرسوله ، وتنبيها لشأن الحق ، فألهم هارون - وقد كان بمصر - أن يذهب الى حيث يقيم موسى أخوه ، ليشركه في أمره ، ويحمل معه أعباء هذا الامر الخطير ، فلبى هارون داعي الحق ، وسار فقابل أخاه بجانب الطور الأيمن ..

إذن فقد اطمأن موسى عليه السلام ,,,,,,, وتقوى ظهره ,,,,, وآتاه الله سؤله ....


أوحى الله الى موسى واخيه : أن اذهبا الى فرعون ، فقولا له قولا لينا أرفق بنفسه ، وآلف لقلبه ، عسى أن تلين قسوته ، وتخشع سطوته ، فلا تحمله حماقته على أن يسطو عليكما ، ولتسدا أمامه منافذ التمحل والاعتذار ، وعسى أن تكون دعوتكما لينة رقيقة ، فلا تفجعه في سلطته ،، ولا تصدمه في عزته ......


ومن أولى من رب السماء والأرض بأ، يعلم الأدب ، ورقة العبارة ،، وسمو الحس ،،، وحسن المعاملة ؟؟؟ ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا ؟؟؟ ...


اليست لفرعون على موسى حقوق التربية ؟ فمن حقه عليه ملاينته في القول ورقة الاسلوب ...

يا موسى : اهب انت واخوك بآياتي الى فرعون وقومه ، وتدرجا معه في الدعوة ، فقولا : إنا رسولا ربك ، وادعواه ليخلص بني اسرائيل مما هم فيه من ظلم وإيلام ......

ذهب موسى واخوه الى مصر فأتيا فرعون ، فاستهان بهما ، واستنكر خطبهما ، فقال : حتى انت يا موسى .....

( الم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين ) ... سورة الشعراء

فقال موسى : أتمن بتربيتي لديك وليدا فتحسبها نعمة ؟ اليس منشؤها ظلمك واستعبادك لبني اسرائيل ؟
فانطلق فرعون قائلا . وكذلك فعلت فعلتك التي فعلت وانت من الجاحدين بنعمتنا ودحض موسى حجته ، ورد دعوته ، فقال بل فعلتها إذا وانا من الضالين .......... ولما خفت بطشكم فررت منكم ، فأصابتني نعمة الله ورحمته ، فوهب لي علما وحكمة ، وجعلني من المرسلين ......

حينئذ استغلق باب النقاش أمام فرعون ، فعمد إلى طريق آخر ، واهما أن به نصفته وفيه سلامته ،

فقال : وما رب العالمين ؟
فقال موسى : إن ايقنت حقيقة الاشياء وأدركت وجودها وآثارها ، فإلهي ربها ، رب السماوات والأرض وما بينهما .

فتميز فرعون غيظا ، وراح يثير سخيمة ، ويبعث دهشتهم وعجبهم واستنكارهم ، فقال ألا تسمعون ؟! أسأله عن حقيقة ربه فيذكر لي أفعاله !!

فقال موسى : ربي ربكم ورب آبائكم الأولين .....
(رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون ) سورة الشعراء

فثار فرعون واضطربت نفسه ,,,, ولج في غضبه ، وزاد غيظه ، وعجزت حجته فلجأ الى حيلة المحنق الموتور ، وعمد الى قوته ، وقال ....
( لئن اتخذت إلاها غيري لأجعلك من المسجونين ) سورة الشعراء

لم يبال موسى ، واطمأن لدعوته ، وانبعث لسانه بدفء الامل فقال :
( أولو جئتك بشيء مبين )

حجة دامغة ، ومعجزة قاطعة ،،، تزيل عنك الريب والشكوك .؟

فقال فرعون : إذن فأت بها إن كنت من الصادقين ......
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد المدير
Admin
Admin
أحمد المدير


عدد المساهمات : 281
نقاط : 676
تاريخ التسجيل : 30/05/2010

سيدنا موسى عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: عناد فرعون   سيدنا موسى عليه السلام Emptyالأربعاء يونيو 23, 2010 4:42 pm

عنــــــــــــــاد فـــــرعون...


شُده فرعون لما رأى من سحر موسى - كما يسميه - وانطلق تتنازعه عاطفتان جامحتان : أقواهما الإبقاء على ملكه ، ومجاهدة موسى حتى تنجلي غاشية ظلامه ، وتنكشف سحابة غمته ، فيستتب لفرعون المصير ، وكيف يناضل عتل جبار في سبيل هذه العزة الشامخة والثروة العريضة ؟ إنه لمضطر تحت نزعات هذه النفس الكافرة أن يدافع ويجالد حتى يدحر ذلك الخارج على سلطانه ، أصر فرعون على عناده ، وظاهره الملأ من قومه فقالوا :

( أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وءالهتك ) سورة الاعراف

فتغالى في بطشه وعنفوانه ، واستطار شروره وبهتانه ، فقال:

إنا سنقتل أبنائهم ونستحي نساءهم ، ثم راح ينزل بهم صنوف الظلم وألوان الأذى ، فضجوا لاجئين إلى موسى ، ليحيمهم من أذى الكافر الجبار ،

وقالوا : يا موسى لقد أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا . فسكن الرسول ثورتهم ، وهدأ روعهم ، ومناهم الخير والنجاة قائلا لهم :

( استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) سورة الاعراف

قال موسى هذا واستمر في دعوته يمهد لقومه سبيل النجاة ، ويتجه الى ربه بقلب ثابت ، وإيمان موثق ، واطمئنان موفور .

أما فرعون فقد خلص الى ملأ من قومه يأتمرون بموسى ليقتلوه ، فذلك أقرب طريق أمامهم ، وأدنى السبل لبقاء ملكهم ، بعد أن أعيتهم الحيل ، وسُدت أمامهم منافذ الخلاص ، وبينما هم في أخذ ورد ، يقبلون أوجه الرأي ، ويجيلون الفكر في الإقدام على جريمة القتل ، إذا دفعت المروءة والشجاعة رجلا أنار الله بصيرته ، وكشف له سبيل الرشد والإيمان ، فدافع عن موسى أشد الدفاع ، وناضل عنه وجادل ، وبين لهم سوء أمرهم ، وعاقبة تدبيرهم ، وفند حججهم ، وزيف ضلالهم ، وطفق يضرب المثل ، ويتقوى بالحجج .

فقال يا قوم :

( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب ) سورة غافر ...

ثم طفق مؤمن آل فرعون يذكرهم ببأس الله وبطشه وبما فعل بالامم السابقة مثل يوم الأحزاب وقوم نوح وعاد وثمود ومن أتى بعدهم .. وبخوفه عليهم مما سيجري عليهم في يوم القيامة .. ويذكرهم بما جائهم به سيدنا يوسف من قبل من البينات وبما شككو به وبعد ان انتقل سيدنا يوسف بدأوا بالندم وبان الله لن يبعث من بعده رسول لما فعلوا ...

ولكن القوم - على الرغم من قوة عارضته - قاوموه وكذبوه ليلجئوه الى صفهم ورأيهم فقال ...
(ويا قوم مالي ادعوكم الى النجاة وتدعونني الى النار ،، تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار ،، لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الأخرة وأن مردنا الى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار ،، فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري الى الله إن الله بصير بالعباد ) سورة غافر

ضاق القوم ذرعا بهذا الرجل الذي فاجأهم برأيه ، وسفه أحلامهم بهديه ، فناوأوه وسفهوه وهموا به ليقتلوه ، فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب ..

استمر موسى في دعوته ، لا يثنيه وعيد ، ولا يخيفه تهديد ، يدعو فرعون إلى الإيمان بربه ، والرجعى إلى خالق الأرض والسماوات ، وأن يطلق معه بني إسرائيل ، ولكن هذا كان شديدا كل الشدة على ذلك الطاغية الجبار ، فاشتط في غوايته ، وظل في جهالته ، وجمع أشتات الزائغين من قومه الذين ألفوا الذلة ، وارتضوا عيش الهوان والاستعباد ، جمعهم يريد أن يبهرهم بالقوة ، ويثبتهم على الكفر والمذلة ، ونادى في قومه ، قال :

( يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ،، أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين ،، فلولا ألقي عليه اسورة من ذهب أو جاء معه الملئِكة مقرنين ) سورة الزخرف

وهؤلاء هم أذناب شره ، وعمد زيغه وظلمه ، قد أطاعوه ، أنهم كانوا قوما فاسقين .

لم يبق في قوص الصبر منزع ، ولا لحجة المبين موقع ، بعد أن عتا فرعون عتوا كبيرا ، وسد مسالك القول ببهتانه ، وأنكر الشمس في وضح النهار ، بل إنه قد استمر يذيق بني اسرائيل أنواع المذلة وصنوف الهوان ،

فأمر الله تعالى موسى أن يُعلم فرعون وقومه بأن الله لابد مذيقهم جزاء كفرهم وحبسهم بني اسرائيل .

فأخذهم الله بنقص في الأموال والأنفس والثمرات ، فنضب معين النيل ، وغاض ماؤه ، وقل غناؤه ، وقصر عن إرواء أرضهم ، فنقصت ثمراتهم ، وذوي عود خيرهم ، ثم أغرقهم الطوفان من مطر السماء ، فأضر بما بقي من الزرع والضرع ، ثم زحف عليهم جراد أكل الثمار والأزهار ، واستولى عليهم القمل ، فأقض مضاجعهم ، وأقلق رقادهم ، وابتلوا بالضفادع ، فنغضت عيشهم ، واحتشد جمعها في طعامهم وشرابهم وبين ملابسهم ، وسلط عليهم الرعاف من آنافهم ، ثم محق الله أموالهم وأهلكها جزاء خطيئاتهم وكفرهم .

( لما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل ) سورة الاعراف .

كشف الله عنهم هذا البلاء ، ليمهد لهم سبيل الخلاص مما نزل بهم ، وليقوي بحكمته الحجة والدليل عليهم ، ولكنهم نكثوا عهد الله فكانوا من الخائنين .


خروج بني اسرائيل من مصر...


افصح النهار لذي عينين ، فتبين بنو إسرائيل الغي من الرشاد، وانحازوا لرسول الله الكريم ، يلتمسون لديه الرحمة والهداية ، وهم الذين ضربت عليهم الذلة والمسكنة ، وسيموا سوء العذاب ، فعاشوا عيشة البلاء واصطبروا على اللأواء .

وكيف لا تتفتح بصائرهم ولا تنفجر ينابيع إيمانهم ، وقد لمسوا آية الحق ناصعة مشرقة ، فقرت بها عيونهم ، واطمأنت إلى مهادها جنوبهم ، فلم يحفلوا بوعيد فرعون ، ولم يأبهوا لزمجرته وتهديده ، والتمسوا الفرار من أرض مصر ، طلبا للسلامة ، وبعدا عن القوم الظالمين !

سار بهم موسى أول الليل إلى الأرض المقدسة ، وقد سهل الله إليها طريقهم فساروا حثيثا ، يدفعهم الخوف ، ويعصمهم الإيمان ، حتى قطعوا رقعة اليابسة المصرية ، وإذا بهم أمام بحر لجى يقف سدا منيعا دون غايتهم ، وحائلا دون امنيتهم ، فساروهم القلق ، واستولى عليهم الجزع ، وتوزع نفوسهم الروع والفزع .

أليسوا هم المطلوبون لفرعون وجنوده ؟ وهو الذي يجد في السير ويمعن في الطلب حتى ليوشك أن يقترب منهم ، لانهم على زعمه عبيد أبقون واتباع مارقون ، وكان قد جيش جيشه وحشد خيله والمشاة وسار وراء موسى ومن تبعه حتى صار منهم قاب قوسين أو أدنى ؟

هاج بنو إسرائيل ـ وتقطعت نفوسهم هما وحسرة ، أليس الموت قد كاد يدركهم ، وحبائل فرعون قد اقتربت لتقنصهم ؟ هنا سمع صوت يجأر كما تنبعث الهيعة الصاخبة وسط المفازة المترامية ، فيه عتب وفيه لوم وفيه استنجاد ،،،، وفيه يأس ،،،، وكان صاحب الصوت يوشع بن نون ، من قوم موسى ...

قال : يا كليم الله ,, أين تدبيرك ؟ ها قد دهمتنا غوائل القدر ، فالبحر أمامنا والعدو وراءنا ، وليس لنا من الموت محيص ولا مفر .

فقال موسى : لقد أمرت بالبحر ، ولعلي أومر الآن بما اصنع .

فسرت في نفوس القوم سارية من الأمل ، ولكنه لا يلبث أن يمد شعاعه ، حتى تطفئه عواصف اليأس والقنوط ، ويشيع في نفوسهم ثورة يحبسها ما تبقى في قلوبهم من رجاء ، وما يعللهم به نبيهم من فرج ورخاء ، إذن فليستسلموا لقضاء الله ، والله لا بد راحمهم وعاصمهم من فتك الظالمين .....

أوحى الله إلى موسى : أن اضرب بعصاك البحر .... فضربه ،،، فانجابت دياجير الظلام ... وانحسرت طاغيات اليأس ، وإذا اثنا عشر طريقا لأثنى عشر سبطا ، لكل سبط طريق ، وإذا الشمس والريح يهيئهما الله ، فتجف هذه الارض ، وتمهد تلك السبل ، وإذا القوم يسيرون آمنين في رعاية الله الكبير المتعال ، وإذا ربهم يؤمن رسولهم ، إذ يقول :

( فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى ) سورة طه

انساب الأسباط يهرعون إلى بر الأمان والسلام الأمان والسلام ، وقد قام الماء على جانبي كل طريق كالطود العظيم حتى عبروا سالمين ...

استشرف القوم بعيونهم ، فأبصروا فرعون وجنوده يتأهبون ليسلكوا في البحر مسالك بني اسرائيل التي عبروا منها ، حتى يلحقوا بهم ، فينزلوا بهم أشد العذاب ، وعاد القلق والاضطراب ، بعد أن ظللتهم سحابة من الأمن ، وتملكهم الخوف والإشفاق ، خشية أن يمتد إليهم عدوان فرعون ، بعد أن يجوز البحر من حيث جاوزه ...

اتجهت القلوب ، وتطلعت الأنظار نحو موسى يكسف ربه عنهم هذا البلاء المحدق ، الذي يكاد يدهمهم من حيث لا يشعرون ، حينئذ هم موسى ليدعو البحر فيرجع الى حاله ، حتى يحول بينهم وبين فرعون ، وليكون حاجزا يحجز عنهم ذلك البطش الذي يلاحقهم في كل مكان وزمان .....

لم يكد عزم موسى يختلج في فؤاده حتى أوحى الله إليه : أن اترك البحر ساكنا على حاله ، فلا تضرب بعصاك فيعود الى حاله ، لأن الله لا يريد أن يجعل البحر حائلا بينك وبينهم ،، فيرجعوا الى ديارهم سالمين ،،،،،، بل سبقت كلمة الله في هؤلاء ،،،،،، فغرتهم المسالك التي سلكها بنو اسرائيل ومشوا فيها ، فانطلق عليهم الماء فكانوا من المعوقين ....

تلفت فرعون وجنوده ، فإذا سبل البحر ممهدة أمامهم فيها يسيرون ومنها إلى بني اسرائيل يصلون ،،، فانتفخت أوداجهم وأعماهم غرورهم ، وتاهوا في ضلال الصلف والإعجاب ،

فقال فرعون لجنوده : انظروا الى البحر كيف انفلق طوعا لأمري وانصياعا لإرادتي ، حتى أدرك هؤلاء الخارجين !!

وكأنها كانت معجزة لفرعون في نظر اصحابه الضالين فتقووا بقوته واطمأنوا لنصرته ، ثم اندفعوا الى مسالك البحر ، وقد لجت بهم العجلة طلبا لبني اسرائيل ، ولم يكادوا يصلون الى عرضه حتى انطبق عليهم فأغرقهم أجمعين ، فصاروا مثلا للآخرين ....

نسى فرعون علياءه ومجده وأدرك الحقيقة التي طالما خفيت عليه وأبصر فإذا هو عبد كليل الرأي ، حقير الشأن ، لا حول ولا قوة فانجابت عنه تلك السحابة القاتمة المظلمة ، وتسرب إلى قلبه شعاع من الحق المبين ....

وقد بهرت فما تخفى على أحد إلا على أحد لا يعرف القمرا

وفي هذا الوقت العصيب آمن فرعون ... فقال :

( ءامنت أنه لا إله إلا الذي ءامنت به بنوا اسرائيل وانا من المسلمين ) سورة يونس

لم يقبل الله محال هذا الطاغية الجبار الذي أهلك الحرث والنسل ، بل جازاه على شر أعماله وبئس المصير ..

انطبق البحر ، فسمع صوت انطباقه صاخبا شديدا ، فسأل بنو اسرائيل موسى : ما هذه الضوضاء ؟
فقال لهم : إن الله قد أهلك فرعون ومن معه مغرقين فعاودتهم غريزة تأصلت في نفوسهم ، وباطل تمكن من قلوبهم ،
فقالوا لموسى : إن فرعون لا يموت !! ألم ترى كيف كان يلث كذا من الأيام وكذا من الشهور ،، لايحتاج إلى شيء مما يحتاج إليه بنو الإنسان ؟!

قالوا هذا ، ويغشى على أفئدتهم وهم باطل ، ولكن فليختلقوا القدرة والحول والإمكان والطول لفرعون وليمعنوا في دعاويهم الزائفة الكاسدة ،، فهذه قدرة الله ،،، وذلك حول الله ...

أمر الله فألقى البحر جثة فرعون على ساحله حتى لا يكون فر مواراة البحر إياها سبيل من سبل التقول لفرعون ، فربما قالوا : أنه يعيش في عالم آخر .... وربما افتروا وربما كذبوا ، فليخرس الله السنتهم وليكتم أنفاسهم ، ولينبذ البحر هذا الجسد المحطم وذلك السلطان المهدم .....

نظر بنو اسرائيل دهشين ذاهلين مصرع هؤلاء الجبابرة العاتين ..... إذ أغرق الله فرعون وجنوده ، ونجى فرعون ببدنه ، ليكون آية لمن خلفه آية ناطقة على تلك القدرة المعجزة ، وذلك الإنعام الذي تفضل به رب العالمين ....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد المدير
Admin
Admin
أحمد المدير


عدد المساهمات : 281
نقاط : 676
تاريخ التسجيل : 30/05/2010

سيدنا موسى عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: التيه   سيدنا موسى عليه السلام Emptyالأربعاء يونيو 23, 2010 4:50 pm


التــــــــيــــــــــه...


لم يكن على عهد بني اسرائيل قوم ٌ حباهم الله الخير ، وافاض عليهم النعمة ، وآثرهم بالبركات مثل هؤلاء الأقوام ، نجاهم الله من آل فرعون بعد أن ساموهم العذاب دهرا ثم عاد فأهلك فرعون على أيديهم ، وبين أسماعهم وأبصارهم ، ثم جعلهم بعد ذلك احراراً ، بعد أن كانوا عبيداً أذلاء، وجعل فيهم عددا من الأنبياء يرشدونهم وقد كانوا ضلالاً جهلاء ، وفجر لهم الصخر وأنزل عليهم المن والسلوى ، وآتاهم ما لم يؤت أحداً من العالمين .

وإتماما لنعمة الله عليهم ، ورغبة منه - سبحانه - في الإحسان إليهم ، أوحى موسى أن يقودهم إلى الأرض المقدسة من بلاد الشام ، وهي أرض الميعاد ، التي وعد الله إبراهيم الخليل أن يجعلها ملكا للصالحين من ذريته والقائمين على شريعته .

ولكن بني إسرائيل كانوا - بما تعاور عليهم من ظلم الفراعنة ، وترادف عليهم من جور الحكام - قد جدعت أُنوفهم ، وذلت جباههم على خنوع وأعطوا المقادة على خضوع ، حتى هان عليهم الهوان ، وحبب إليهم الضعف والاستسلام ....

من يهن يسهل الهوان عليه ،،،،، ما لجرح بميت إيــــلام

فلم يكادوا يسمعون كلمة الغزو ، أو يكلفون دخول "أريحاء " ليخرجوا منها الحيثيين والكنعانيين ، ويتخذوها وطنا كثير الخيرات ، وافر البركات ، حتى قالوا لموسى : جبناً وضعفاً ، واستخذاء واستسلاماً :_

( إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإنا داخلون) سورة المائدة .

وكأنهم طمعوا أن يخرج القوم منها بما ألفوا من المعجزات ، وخوارق العادات ، ثم يدخلوا موفورين لم يكلم أحد منهم في سبيل الله بكلم ، ولم يصب بجرح ، شأن الضعيف العاجز والخائر الجبان !!

ولكن رجلين كانا ممن طبعهم الله على الإيمان ، وفطر نفوسهم على الطاعة والإذعان ، لم يحطبا في حبل أقوامهم ، ولم يجريا في الحديث على غرارهم ، فتوجها إلى قومهم ناصحين ، وقاما فيهم مرشدين :

( ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين -23-) سورة المائدة

ولكنهم عادوا الى حديث جُبنهم ، وإعلان خوفهم ، وزادوا على ذلك القحة والتمرد ، والغباء والتبلد ، وقالوا لموسى قولاٌ يذهب صبر الحليم ، ويثير وجيع الجرح ،، قالوا :

( يا موسى إنا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها فاذهب انت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون -24-) سورة المائدة

وعند ذلك تلفت موسى فلم يجد من يثق بمعرفته ، ويعتمد على نصرته ، إلا أخاه هارون ، وهما وحيدان ، في أضعف جند ، وأنكد أتباع ، وأمامهما عدو قوي المراس ، كثير الجنود ، فتوجه الى الله قائلا :

( ربِ إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين -25-) سورة المائدة

فأوحى الله إليه : أن يدعهم يتيهون في هذه البيداء يضربون في مجاهلها ويخبطون في نواحيها اربعين عاماً ،، حتى يفني كبراؤهم ، ويهلك رؤسائهم ، ويظهر بعدهم جيل عزيز الجانب منيع الساحة ، وحينئذ يعودون إلى الغزو ، ويركبون متن الجهاد ...

قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26) سورة المائدة


قصة سيدنا موسى مع قارون...


كان من قوم موسى وعشيرته الأقربين ، يمت اليه بسبب ، وتصل بينهما رحم ، وآتاه الله بسطة في العيش ، وسعة في الرزق ، وكثرة في الأموال ، فاجتمعت له أسباب السعادة ، وفاز من الدنيا بنصيب لا يظفر به إلا قليل ...

كان قارون ذا حظ عظيم ، فقد فاضت خزائنه بالاموال ، واكتظت صناديقه بها ، حتى ضاق الحفظة ذرعا بمفاتيحها ، وأثقلهم حملها ، وناء العصبة أولو القوة بها ..

وكان يعيش بين قومه عيشة البذخ والترف ، فكان يلبس الملابس الفاخرة ولا يخرج على قومه إلا في زينته ، ويسكن القصور ، ويصطفي لنفسه الخدم ، ويستكثر من العبيد والحشم ، ويستمتع من الحياة بما يشبع نهمه ، ويروي ظمأه ، ويريد أن يصل الى الغاية في النعيم ، إن كانت للنعيم غاية ...

والمال منذ الأزل، زينة الدنيا وبهجتها ، وأساس الحياة وقوامها ، ومن استحوذ عليه طغى وتكبر ، واغتر وتجبر ، وظن أن أحدا لن يقدر عليه ... وخيل اليه أن الناس جميعا من طينة غير طينته ، أو أنهم ما خلقوا إلا مسخرين له ، فإذا تكلم طأطأوا رؤوسهم عند سماع صوته ، وإذا أشار كانوا عند إشارته ، وإذا نادى استبقوا لتلبية ندائه ، وكانوا خلصاء له ، أو يجب أن يكونوا كذلك وإلا فالويل لمن تحدثه نفسه بالعصيان ، والحرمان لمن يقعد عن نصرته ، أو يتواني عن تحقيق أمانيه ...

لن يكون قارون بدعا في الحياة ، وإنما هو كغيره من الناس ، يسير سيرتهم ويترسم طريقهم ، فبغى على قومه ، وفرض سلطانه عليهم ، وسامهم بطشه وجبروته .

وليت هؤلاء الأغنياء يخففون من غلوائهم ، ويعرفون الحياة على وجهها الصحيح ، ويتبينون منها الطريق الواضح ، إذاً لعرفوا أن المال وحده لا يُخضعُ الرقاب ، ولا يستذل العباد ، وإنما الناس عبيد الإحسان ، يستطيعون أن يجعلوهم طوع بنانهم إذا أفاضوا عليهم من خيرهم ، وأطعموهم شيئا من طعامهم ..

ولعلهم بذلك يستميلون القلوب ، ويدفعون الكثير من الشر ، ويجلبون لأنفسهم الخير ، ويجمعون الناس على محبتهم ، والالتفاف حولهم ، ولعلهم بذلك أيضا ، يدركون رضا الله ، فيكافئهم بثوابه ، ويجزيهم بجنته ، فينالوا الحسنيين ، حسن الاخدوثة في الدنيا ، وحسن الجزاء في الآخرة .
ولكنها القلوب يعميها المال ، والبصائر يذهب بها الزهو والغرور ، فلا ترى إلا جماعات المرائين ، ولا تسمع إلا كلمات المنافقين ، ولا تحس نقمة المحروم ولا لوعة المظلوم .

رأى القوم أن قارون سادر في طغيانه وبغيه ، لا هم له إلا أن يستكثر من المال وإن تضور غيره جوعا ، وأن يكتسي من اللباس ما يزين به وإن رأى العرى فاشيا ، هذا غرور واستثار ، وبطر وإستكبار .
لما رأوا منه ذلك نقموا عليه طريقه . وحاولوا أن يثيروا فيه روح الخير ، وأن ينبهوه على ما غاب عنه ، ونصحوه ألا يغويه المال أو يضله ، أو يحول بينه وبين الاحسان الى قومه ، وإقالة عثرة المحتاجين ، ومسح دموع البائسين ، فبذلك يكسب الحمد في الدنيا وينال الثواب في الآخرة ، وهذا خير من المال وأبقى .

وقالوا : إنا لا نريد أن تنفض يدك من الدنيا وزينتها ، وتتجافى عن مباهجها وتنأى بنفسك عن الاستمتاع بها ، فذلك ما لا نريده ، إنما نرى لك رأيا فيه لنا ولك ، هو أنك تقصد إلى الطيب من الرزق ، والحلال من المتاع ، فارشف من منهله ، وخذ فيه كما تشاء ...
على أن لا يشغلك ذلك عن الفقراء ، ولا ينسيك المحتاجين ـ فأحسن إليهم كما أحسن الله اليك ، ليحفظ عليك نعمتك ، ويزيد في مالك ، ويضفي عليك خيره وبركته ..

على أن المال ظل زائل ؟ ووديعته مستردة ، فلا تفرح بما أوتيت ، ولا تغتر به ، واتخذه وسيلة لقضاء مآربك في الدنيا ، وسبيلا إلى سعادتك في الآخرة وما حملنا على إسداء النصح اليك الا حبنا لك ،، ورغبتنا أن يبقي الله فضله سابغا عليك ، وخوفنا أن يسلب الله مالك أو يحرمك جنته ..

وأنى للطاغية أن تتفتح آذانه للنصيحة تُلقى اليه ؟! ومن للمستكبر ينال النصح من نفسه ويمس شغاف قلبه ؟؟

إن قارون قد أُشرِِِِ قلبه حب المال ، وزاده الغنى علوا واستكبارا ، فليس لمثل هذا الكلام سبيل لنفسه .... فمن هؤلاء الذين يشيرون عليه فيأتمر ؟ وتتطاول أعناقهم إلى نصحه فينتصح !

إنهم لا شك قد استباحوا حماه ، ووضعوا أصابعهم فيما لا يعنيهم من أمره بل إن هذا من أموره الخاصة !!!

لذلك كان جافيا في رده إذ قال : لست بحاجة إلى نصحكم ، فأنا أرجحكم عقلا ، وأسدكم رأيا ، وما أوتيت هذا المال ، إلا لأني بهذا أجدر وأحق ، فاحتفظوا بهذه النصيحة لأنفسكم ، وقوموا بها أموركم ، أما أنا فخير منكم مقاماً واكثر عرفانا .

وأراد أن يزيد في إيلامهم ، فخرج على قومه في زينته يدل بما أعطاه الله من خير وفير ، ومال كثير .

ورآه المستضعفون من قومه يرفل في الثياب الجميله ، ويركب المراكب المطهمة ، وحوله الخدم يحفون به ، فأحدقت به العيون ، واستشرف الناس لرؤيته ، وحز في نفوسهم أن يروه في هذا النعيم ، وهم في ضنك وبؤس مقيم وتحدث بعضهم الى بعض...

يقولون : يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم !

ولما كانت النصيحة مع مثله لا تجدي , والنسب لا يكفي عنده سببا لعطف القلوب ، ومنظر البؤس لا يستميل النفوس ، والفقر لا يستجيب الى دعائه مجيب ، فليسل سيف القانون لينفذ الى تلك الحجب الكثيفة ، فيهتك ظلماتها ، ويزيل ما تراكم عليها ، فتنبعث للخير ، وتميل للإحسان .

ليعلن اليه موسى في شدة وإصرار أن يؤدي زكاة ماله ، وأن يحسن الى الفقراء ، ففي ماله حق للسائل والمحروم .

ولكن قارون قد طبع الله على قلبه ، وران عليه شحه فلم يصغ الى دعوة موسى ، بل هزء به وسخر ، ورماه بالبهتان ، ورد حديثه في عنف وسخرية ،

فقال : قد احتملنا منك ما احتملنا ، فقد جئتنا بدي جديد ، فجاريناك فيه ، وأمرتنا بكذا وكذا فاستمعنا لأمرك ، فأطمعك ذلك فينا وجرأك علينا ، فلم يبق إلا المال تسلبه ، والثروة تريد أن تستحوذ عليها ، لقد أسلمنا لك القلوب وأخضعنا لك الرقاب ، ولكن هيهات أن نسلم لك من القلب سويدائه ، ومن الطرف سواده ، إنك بهذا قد دللت على كذبك ، وكشفت ما حاولت ستره من أمرك ، إنك لساحر كاذب !!

وحاور قارون وداور ، وأصر موسى وقاوم ، فهذا أمر الله لا يحتمل الجدل ولا المساومة ، وخضع قارون بعد لأي وعلى مضض !!
ورجع الى بيته يحسب ما ينال الفقراء من ماله ، فهاله ما وجد ، وأفزعه ما رأى ، فرجع اليه داؤه ، وتملكه شحه ، وأراد أ، يمسك المال حتى لا يرى نفوسا بائسة يدخل اليها النعيم والسرور ، واحتال للأمر فأذاع ذائعة السوء ،

فقال : إن موسى إنما يلبس ثوب الرياء ، ليكون له من ذلك عرض الدنيا وزينة الحياة ، ولو فتشنا عن مكنون سره ، وما يختلج في ضميره لوجدناه أبعد الناس من الدين وأقصاهم عن الله
وحاول بالمال أن يفتن الناس ويصرفهم عن موسى ، ويزلزل عقيدتهم ، ولكن الله كشف ما أضمر ، وأظهر ما أخفى ، وخرج موسى من التجربة أصفى نفسا وأعلى مقاما ...
ولما يئس موسى من صلاحه دعا الله أن ينزل به عذابه ، ويخلص الناس من فتنته وإغوائه ....
فاستجاب الله لدعائه ، وخسف به وبداره الأرض ، فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين ..
وابتلعته الأرض ، وساخت فيها أمواله وقصوره ، فكان عبرة لقوم موسى والمستضعفين من أتباعه ، ولما رأى القوم ما حل بقارون رجعوا الى أنفسهم نادمين على ما كان منهم ، وحمدوا الله على أنهم لم يكونوا مثله ، وقالوا
(لولا أن منا الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون (82) تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين (83) سورة القصص .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيدنا موسى عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سيدنا ادم عليه السلام
» سيدنا نوح عليه السلام
» سيدنا إدريس عليه السلام
» سيدنا إبراهيم عليه السلام
» محمد صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فريق النجوم :: منتدى الاسلاميات-
انتقل الى: